نشأة الأنثروبولوجيا وتاريخها عند اعند الرومان :

 
                                  نشأة الأنثروبولوجيا وتاريخها

نشأة الأنثروبولوجيا وتاريخها عند اعند الرومان :

امتدّ عصر الإمبراطورية الرومانية حوالي ستة قرون، تابع خلالها الرومان  ما طرحه اليونانيون من مسائل وأفكار حول  بناء المجتمعات الإنسانية وطبيعتها، وتفسير التباين والاختلاف فيما بينها.. ولكنّهم لم يأخذوا بالنماذج المثالية/ المجرّدة  للحياة الإنسانية، بل وجّهوا دراساتهم نحو الواقع الملموس والمحسوس. ومع ذلك، لا يجد الأنثروبولوجيون في الفكر الروماني ما يمكن اعتباره كإسهامات أصيلة في نشأة علم مستقلّ لدراسة الشعوب وثقافاتهم، أو تقاليد راسخة لمثل هذه الدراسات .
ولكن، يمكن أن يستثنى من ذلك، أشعار / كاروس لوكرتيوس / التي احتوت على بعض الأفكار الاجتماعية الهامة. فقد تناول موضوعات عدّة عرضها في ستة أبواب رئيسة، ضمنّها أفكاره ونظرياته عن المادة وحركة الأجرام السماوية وشكلها، وتكوين العالم .. وخصّص الباب السادس لعرض فكرتي : التطوّر والتقدّم، حيث تحدّث عن الإنسان الأوّل والعقد الاجتماعي، ونظامي الملكية والحكومة، ونشأة اللغة، إضافة إلى مناقشة العادات والتقاليد والفنون والأزياء والموسيقى .( فهيم، 1986، ص47)
وقد رأى بعض الأنثروبولوجيين، أنّ /لوكرتيوس / استطاع أن يتصوّر مسار البشرية في عصور حجرية ثمّ برونزية، ثمّ حديدية .. بينما رأى بعضهم الآخر في فكر لوكرتيوس، تطابقاً مع فكر لويس مورجان –L.Morgan  (1818-1881) أحد أعلام الأنثروبولوجيا في القرن التاسع عشر. وذلك من حيث رؤية التقدّم والانتقال من مرحلة إلى أخرى، في إطار حدوث طفرات مادية، وإن كان مردّها في النهاية إلى عمليات وابتكارات عقلية . Darnell ,1978 ,p.15)
وإذا استثنينا أشعار / لوكرتيوس / هذه وما احتوتها من أفكار تتعلّق بطبيعة الكون ونشأة الإنسان وتطوّره، فإنّه من الصعوبة بمكان  أن تنسب نشأة علم الأنثروبولوجيا إلى الفكر الروماني القديم، كما هي الحال عند الإغريقيين .
 وعلى الرغم من أنّ الرومان اهتموا بالواقع، من حيث ربط السلالات البشرية بإمكانية التقدّم الاجتماعي والحركة الحضارية، فقد وجدوا في أنفسهم امتيازاً وأفضلية على الشعوب الأخرى. فكان الروماني فوق غيره بحكم القانون، حتى أنّ الرومان إذا أرادوا أن يرفعوا من قدر إنسان أو شأن سلالة، أصدرت الدولة قراراً بمنح الجنسية الرومانية لأي منهما (مؤنس، 1978، 43) ويبدو أنّ هذا الاتجاه العنصري، وجد في معظم الحضارات القديمة، ولا سيّما الحضارات الشرقية : الإغريقية والرومانية والصينية .


مصادر الفصل ومراجعه
ابن بطوطة، أبو عبد الله (1968)، رحلة ابن بطوطة، دار التراث، بيروت .
ابن خلدون، عبد الرحمن (1966) مقدّمة ابن خلدون، تحقيق :علي عبد الواحد وافي، القاهرة .
الخشاب، أحمد (1970) دراسات أنثروبولوجية، دار المعارف بمصر .
خشيم، علي فهمي (1967) نصوص ليبيّة، دار مكتبة الفكر، طرابلس، ليبيا .
خفاجة، محمد صقر (1966) هيرودت يتحدّث عن مصر، دار العلم، القاهرة .
فهيم، حسين (1986) قصّة الأنثروبولوجيا- فصول في تاريخ الإنسان، سلسلة عالم المعرفة (198)، الكويت .
مؤنس، محمد (1978) الحضارة – دراسة في أصول وعوامل قيامها وتدهورها، عالم المعرفة، عدد كانون الثاني، الكويت .
-Anderson, John (1984) Conjuring with Ibn Khaldon: from an Anthropological point of view, Leiden .
-Boorstin, Daniel. J (1985) The Discoveries  A History Of Man’s Search to Know  his World and Himself .Vintage Books edition .
-Darnell, Regna and editor (1978) Reading in the History of Anthropology, University of Illinois .
- Leach, Edmund (1982) Social Anthropology , Fontana- Paper backs .
-Mauduit, J. A (1960) Manuel d,Athngraphie , Payot , Paris
-Oswalt, Wendell (1972) Other People , Other Customs , Holt Rinehart and Winston Inc .

0 التعليقات: