مستويات علاقات التفاعل الاجتماعي

 مستويات علاقات التفاعل الاجتماعي :

    الأساس في علاقات التفاعل الاجتماعي تبادل التأثير و التأثر.و بيان ذلك أن (أ) يؤثر في (ب) و يتأثر به.و كذلك الحال بالنسبة ل(ب) في انه يؤثر في (أ) و يتأثر به. و يعد التبادل بهذا المعنى أعلى أنواع علاقات التفاعل الاجتماعي.
و تتطور العلاقات بدائرة و للعلاقة بخط، ولاتجاه العلاقة بسهم، و للفرد المقيد في علاقاته بدائرة يحيط بها مرتفع، و ذلك في الأشكال المتعددة التي سنوضح بها المستويات المختلفة للعلاقات الاجتماعية. و أي رمز آخر خلا تلك الرموز سنوضحه في موقعه الذي نستخدمه فيه.

أ- المستوى الأول . العلاقات اللاتبادلية:

     في هذا النوع من العلاقات اللاتبادلية لا يتزامن وجود الفرد(أ) مع وجود الفرد (ب).و لا يؤثر (أ) في (ب) و لا يتأثر به، و كذلك الحال بالنسبة ل (ب). و معنى هذا أن يوجد (أ) و يوجد (ب) و لا يوجد بينهما تفاعل اجتماعي حقيقي.أو يوجد (ا) و توجد بيانات عن (ب) و يطلب من (ا) أن يحكم على سلوك (ب).و لقد كان ذلك هو الأسلوب الذي اتبعه الباحثون قديما في دراساتهم لعملية الإدراك الاجتماعي.و الغريب أن بعض الباحثين ما زالوا يستخدمون هذه الطريقة في أبحاثهم المعاصرة بالرغم من عجزها عن الإحاطة بأي جانب من جوانب التفاعل الاجتماعي التبادلي.و ما زلنا نقرا أبحاثا يعرض الباحث فيها على أفراد التجربة صورا لأفراد في مواقف اجتماعية مختلفة.و يطلب من كل منهم أن يسجل نوع إدراكه الاجتماعي لما يراه...و هكذا.

    و الشكل التالي يبين هذه العلاقات التبادلية حيث يدل المستطيل الأيسر الذي يحتوي على الخطوط القصيرة على حصيلة المعلومات التي تخص (ب) و التي يزود بها (ا) ليحكم بها على سلوك (ب) .وحيث تدل الدائرة ويدل الخط و السهم على الفرد (ا) و العلاقة واتجاهها كما سبق أن بينا في شرح مستويات علاقات التفاعل الاجتماعي.

                                  

                   العلاقات اللاتبادلية التي تدل على تأثير (ا) بالبيانات الخاصة بالفرد (ب)

ب-المستوى الثاني.علاقات الاتجاه الواحد:
      في هذا النوع من علاقات الاتجاه الواحد لا يتزامن وجود (ا) مع وجوب (ب) و يتأثر(ا) في سلوكه بسلوك (ب) و لا يتأثر (ب) بسلوك (ا) و ذلك عندما يكون سلوك (ب) نمطيا لا يستهدف بطبيعته التأثير و لا يتصل به اتصالا مباشرا.و مثال ذلك ان يشاهد (ا) برنامجا في التلفزيون يعده و يقدمه (ب) فيتأثر (ا) بسلوك (ب) لكنه لا يؤثر فيه و لا يحدث بينهما تفاعل حقيقي.

                     
               علاقات الاتجاه الواحد التي تدل على تأثر (ا) و غيره ب(ب) و عدم تأثر (ب) ب(أ)
و الشكل السابق يوضح تعدد تأثيرات (ب) كما تمثلها الخطوط الصادرة عن الدائرة التي تدل على الشخص (ب) و التي يحيط بها المربع الذي يدل على أن العلاقة ليست مباشرة و لا تبادلية بل مقيدة و محدودة. و تدل كثرة الخطوط الصادرة عن (ب) و تعدد اتجاهاتها على تأثر (ا) بأحدها و غيره من الأفراد بالخطوط الأخرى و عدم تأثر (ب) بالفرد (ا) و لا بالأفراد الآخرين.

ج- المستوى الثالث.العلاقات شبه التبادلية:

    في هذا النوع من العلاقات يتزامن وجود (ا) مع وجود (ب) ، و تتم العلاقات بينهما وفق خطة مرسومة أو حوار مكتوب.و مثال ذلك الاستعراضات العسكرية حيث يواجه الفرد (ا) الفرد (ب) و لكن يتخذ سلوك (ا) مسلكا معينا محددا من (ب) و ذلك وفق نظام دقيق لا يحيد فيه أي فرد منهما عنه.وكذلك الحال بالنسبة لممثلي المسرح حيث يقوم كل ممثل بدوره في مواجهة الآخر، و لكن كل شيء يقوم به قد حدد له من قبل فهو عندما يغضب على الممثل الذي يواجهه أو يعطف عليه أو يحاوره فانه يبدو أمام الناس على انه يتفاعل معه، لكنه في الحقيقة يؤدي دوره وفق خطة مرسومة ووفق حوار مكتوب و تبعا لتوجيهات مخرج يترجم الحوار الى واقع.و الشكل التالي يبين التفاعل و تبادل التأثير بخطين يمتد أحدهما من (ا) الى (ب) و يمتد الآخر من (ب) الى (ا)، و في 


                  

                    الخطوط التي تبين العلاقات شبه التبادلية و تحيط بها خطوط أخرى
                             تدل على القيود التي تخضع لها خطوط التأثير.

    نهاية كل منهما سهم يبين اتجاه التأثير و يحاط كل خط بخطين آخرين ،أي بحدين يدلان على أن التأثير يمتد وفق نظام دقيق لا يحيد عنه.

د- المستوى الرابع.العلاقات المتوازنة:
    يتزامن في هذا النوع من العلاقات وجود (أ) مع وجود (ب)،و يجمعهما موقف واحد.ويتحدث (أ) الى (ب) و لا ينصت (ب) إليه، وكذلك الحال بالنسبة ل(ب) فانه أيضا يتحدث الى (أ) و لا ينصت (أ) إليه.
و مثال ذلك ما يحدث أحيانا بين الأمهات حيث تستغرق كل منهما في حديثها عن  طفلها و لا تتنبه الى حديث الأخرى لأنها إنما تجد متعتها في حديثها عن طفلها لا في حديث الأم الأخرى.
و يحدث مثل هذا التوازي أيضا في حديث مرضى الشيزوفرانيا حيث يتحدث كل منهما الى الآخر دون أن يعي ما يقوله الآخر أو يتأثر به، و إنما هو يتحدث عن عالمه هو الذي يصوره له مرضه و يظن انه عالم واقعي و هو عالم غير واقعي، و كذلك حال الشخص الآخر.

و الشكل التالي يوضح فكرة توازي العلاقات بخطين أحدهما يمتد من (أ) الى (ب) و ثانيهما يمتد من (ب) الى (أ) و يتجه كل خط يمثل علاقة الى الدائرة المقابلة و لا يلتقي بها بل يجاوزها الى ما بعدها.

               

                       العلاقات المتوازية كما تدل عليها الخطوط الممتدة بينهما
ه- المستوى الخامس.العلاقات المتبادلة غير المتناسقة:
    يتزامن وجود (أ) مع وجود (ب) و تعتمد استجابات (أ) على سلوك (ب) و لا تعتمد استجابات (ب) على سلوك (أ).و مثال ذلك ما يحدث في اختبارات المقابلة و خاصة عندما تكون الأسئلة معدة من قبل و محددة.وعندما يسأل الباحث (ب) الفرد (أ) فان استجابات (أ) تتأثر بأسئلة (ب)، لكن أسئلة (ب) لا تتأثر باستجابات (أ)، اللهم إلا إذا كانت المقابلة لا تسير وفق قائمة محددة من الأسئلة، و عندئذ تتحول العلاقات الى شبه متبادلة لأن أسئلة (أ)قد تتأثر الى حد ما باستجابات (ب)، و ذلك في إطار خطة اعم من التحديد السابق.

     و مثال ذلك أيضا العلاقات التي تنشا بين المعلم و تلميذه في سؤال المعلم لتلميذه،وكذلك بين الطبيب و المريض.و بين المعالج النفسي و المريض أيضا،فجميعها علاقات غير متناسقة قد تتحول الى شبه متبادلة إذا تأثرت أسئلة المعلم و الطبيب و المعالج النفسي بالاستجابات التي تصدر عن الفرد الآخر.و يبين الشكل التالي هذا النوع من العلاقات حيث يدل الخط الذي يمتد من 
(ب) الى (أ) على اتجاه التأثير لوجود السهم، أما الخط الآخر فرسم بدون سهم ليدل على أن (أ) لا يؤثر في (ب).


                
                      العلاقات غير المتناسقة،و يدل على ذلك خط في نهايته سهم و خط دون سهم
و- المستوى السادس.العلاقات المتبادلة:
      تصل علاقات التفاعل الى صورتها الاجتماعية الصحيحة عندما تصل الى مستوى العلاقات المتبادلة.
و في هذا النوع من العلاقات يتزامن وجود الفردين أو الأفراد أثناء عملية التفاعل الاجتماعي.و يعني التبادل تحول اتجاه التأثير من فرد لآخر، فكما يؤثر فرد ما في غيره فانه أيضا يتأثر به، و يصبح الفرد بذلك مؤثرا و مستجيبا معا.
و يدل الشكل التالي على رسم توضيحي لهذا النوع من العلاقات ، و سنرمز لهذا النوع بخطين في نهاية كل خط سهم.و يتجه كل سهم في عكس اتجاه السهم الآخر.و سنرمز لمصدري التأثير و التأثر بدائرة تدل على الفرد و ذلك عندما لا تحتوي على دوائر صغرى أخرى.و تدل على الجماعة أن احتوت على دوائر صغرى.و لقد رسمت الدوائر بأقواس صغيرة منفصلة تبين احتمالات وجود الجماعة و الفرد.

            

            العلاقات المتبادلة كما تدل على اتجاهاتها الأسهم، و تدل الدوائر غير المتصلة على الجماعات و الأفراد

0 التعليقات: